سفاح الجيزة التأثير النفسى والاجتماعى بقلم دكتور وليد نادى
لقد تابعت على مدار الأيام الماضية ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعى عن مسلسل سفاح الجيزة والذى يعرض على احدى المنصات الخاصة على الانترنت. وبعيدًا عن التقييم الفنى للمسلسل، فإننى سوف اتناول الموضوع من الجانب النفسى والتربوى.
خاصة وأن للأعمال الدرامية أهمية كبيرة، فهي تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الوعي المجتمعي، أعتقد أن عواقب مسلسل سفاح الجيزة ستكون وخيمة؛ الكارثة في الموضوع أنه يستند إلى قصة حقيقية واقعية حدثت بالفعل في الآونة الأخيرة.
وهو ليس مجرد مسلسل عن شخص سيكوباتي، بل يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الناس، وقد يقلد المرضى النفسيون أو الأشخاص ذات النفوس الضعيفة ما يحدث في المسلسل، خاصة مع وجود أبطال مشهورين يمكن أن يتأثروا بأدوارهم ويرغبوا في تقليدهم.
أعتقد أنه كان من المفترض أن ينتهي الموضوع بإعدام السفاح ويتم إعلان هذا الخبر فى جميع وسائل الإعلام والتركيز عليه، ليكون درسًا وعبرة، وبذلك ينتهي الأمر. ولكن أن نقوم بجعله مسلسلًا وبموسيقى وبحبكة درامية تفوق الواقع وتكون أشد بشاعة منه، فهذا خطأ بالفعل حتى وإن كان غير متعمد.
لاحظت كذلك كمية الكوميديا المستخدمة في قتل وجرائم المسلسل، وأصبح الموضوع يتصدر التريند ويتحول إلى مصدر للضحك والسخرية وأنه أمر طبيعي ولا يوجد به مشكلة، وهذا أمر خطير أن نستهين بالقتل وننشأ فيدوهات تحاكيه!
وبالإضافة إلى ذلك، فإن فقدان الثقة الذي سيحدث للناس وتخيلهم أن الأشخاص المحيطين بهم قد يكونوا مشابهين لشخصية السفاح، والرهبة التي ستنشأ من المواقف الحقيقية المصورة بشكل درامي، ستزيد من القلق والتوتر.
وبالطبع، تصوير السفاح على أنه متدين وعارف بالله يعتبر أمرًا غير مقبول؛ يجب علينا أن نقمع الشر بالصمت وعدم تصديره للناس بهذا الشكل.
أعتقد أنه من الأفضل أن نتعامل مع هذه القضية بحذر ومسؤولية، وأن نحرص على عدم الترويج للعنف والجرائم من خلال وسائل الإعلام، وأن نقدم محتوى يلقي الضوء على العدالة والقيم الإنسانية الصحيحة.